## الشمراني وش يرجع؟
يُعدّ اسم “الشمراني” من الأسماء العائلية والقبلية العريقة والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وخاصة في المملكة العربية السعودية. يحمل هذا الاسم دلالة واضحة على الانتماء لقبيلة كبيرة وذات تاريخ طويل، هي قبيلة شمران. للإجابة عن سؤال “الشمراني وش يرجع”، يتعين علينا الغوص في أعماق تاريخ هذه القبيلة وأصولها العريقة ومناطق انتشارها.
### مقدمة عن قبيلة شمران
تُعد قبيلة شمران من القبائل العربية الأصيلة التي ضربت جذورها عميقًا في تاريخ شبه الجزيرة العربية. اشتهرت القبيلة بموقعها الجغرافي المهم في جنوب المملكة العربية السعودية، وبدورها البارز في العديد من الأحداث التاريخية. يحمل كل فرد من أفرادها اسم “الشمراني” ليعبر عن هذا الانتماء العريق والمشرف، الذي يرمز إلى الأصالة والشجاعة والكرم.
### النسب والأصل: الجذور القحطانية
للإجابة على السؤال المحوري “الشمراني وش يرجع”، فإن الإجابة قاطعة: يعود نسب الشمراني إلى **قبيلة شمران الأزدية القحطانية**. هذا يعني أن جذورهم تمتد إلى العرب القحطانيين، الذين يُعتقد أنهم يمثلون الفرع الأقدم والأصلي للعرب في جنوب الجزيرة العربية.
#### النسب إلى قحطان والأزد
تعتبر قبيلة شمران من بطون **”أزد شنوءة” أو “أزد السراة”**، وهي إحدى أكبر فروع الأزد التي استوطنت جنوب الجزيرة العربية في مناطق عسير والباحة وما حولها. يُرجع النسابون والمؤرخون نسب شمران إلى:
* **شمران بن يزيد بن حرب بن كعب بن عمرو بن حرب بن نمر بن ربيعة بن ضمرة بن كعب بن عفيف بن أكلب بن ربيعة بن نزار بن معاوية بن الأزد.**
هذا النسب القحطاني يمنح قبيلة شمران عمقًا تاريخيًا وارتباطًا بأقدم جذور العرب في المنطقة، مما يؤكد أصالتها وعراقتها التي تمتد لآلاف السنين.
### التوزيع الجغرافي لديار شمران
تنتشر قبيلة شمران بشكل أساسي في جنوب المملكة العربية السعودية، وتمتلك مناطق جغرافية واسعة ومتنوعة التضاريس، مما يعكس قدرتهم على التكيف وقوتهم في الاحتفاظ بديارهم.
#### المناطق الرئيسية
تتوزع ديار قبيلة شمران على ثلاث مناطق جغرافية رئيسية:
* **تهامة:** تمتد ديار بعض بطون شمران على السفوح الشرقية لجبال السروات وصولاً إلى السهل الساحلي، وهي مناطق ذات طبيعة حارة ورطبة.
* **السراة:** تُعد منطقة السراة، وهي المنطقة الجبلية المرتفعة، القلب النابض للقبيلة. تتميز بجبالها الشاهقة وأوديتها الخصبة ومناخها المعتدل، وتقع ضمن نطاق محافظات الباحة وعسير.
* **نجد (منطقة بيشة):** تمتد ديار شمران لتشمل جزءًا من هضبة نجد، وخاصة في منطقة بيشة وما حولها، مما يعكس اتساع رقعة انتشارهم وتكيفهم مع البيئات المختلفة.
### الفروع الرئيسية والبطون
تتفرع قبيلة شمران إلى عدة بطون وأفخاذ رئيسية، كل منها يحمل اسمه وتاريخه الخاص، لكنها جميعًا تتحد تحت لواء اسم شمران الأم وتجمعها الروابط القبلية المتينة.
#### فروع شمران الرئيسية
من أبرز هذه الفروع والبطون يمكن ذكر:
* **شمران تهامة:** وتشمل بطونًا مثل بني واس، بني خثيم، شمران منجل، وغيرهم.
* **شمران السراة:** وتشمل بطونًا مثل آل حارث، آل عمرة، آل المنتشر، آل حبة، وغيرهم.
تتعايش هذه الفروع بتناغم، وتحتفظ كل منها بخصائصها وعاداتها الفرعية، مع الحفاظ على الولاء والانتماء للقبيلة الأم، والتشديد على روابط الدم والأخوة.
### سمات قبيلة شمران
عُرفت قبيلة شمران عبر تاريخها الطويل بالعديد من السمات النبيلة التي تتوارثها الأجيال، والتي ساهمت في صقل هويتهم الثقافية والاجتماعية.
#### الكرم والشجاعة
يُعد الكرم من أبرز الصفات التي يشتهر بها أبناء قبيلة شمران، حيث يُعرفون بحفاوة استقبال الضيوف والبذل والعطاء. كما تُعرف شمران بشجاعة رجالها وفروسيتهم، ودورهم في الدفاع عن الديار وحفظ الأمن والوفاء بالعهود.
#### التمسك بالعادات والتقاليد
تحافظ قبيلة شمران على عاداتها وتقاليدها الأصيلة المتوارثة، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الثقافية. يشمل ذلك فنونهم الشعبية، وأهازيجهم، وطرق احتفالاتهم، وقيمهم الاجتماعية التي تُعزز الترابط الأسري والقبلي والتكافل الاجتماعي.
#### الدور التاريخي
ساهم أبناء شمران في العديد من الأحداث التاريخية في المنطقة، وكان لهم دور فعال في توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وشاركوا في الدفاع عن حدود الوطن. ولا يزالون اليوم يساهمون في بناء وتطوير الوطن في شتى المجالات.
### شخصيات بارزة من الشمراني
أنجبت قبيلة شمران عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات البارزة التي تركت بصماتها في ميادين مختلفة. من العلماء والأدباء والشعراء إلى القادة والشيوخ ورجال الأعمال، وصولاً إلى الشباب والشابات الذين يرفعون اسم القبيلة عاليًا في المحافل العلمية والثقافية والرياضية. تعكس هذه الشخصيات التنوع والقدرات التي يتمتع بها أبناء شمران في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم.
### خلاصة
إجابة عن سؤال “الشمراني وش يرجع”، يمكن القول أن هذا الاسم يعود إلى **قبيلة شمران الأزدية القحطانية**، ذات الجذور العميقة في جنوب شبه الجزيرة العربية. تعد شمران نموذجًا للقبيلة العربية الأصيلة التي حافظت على نسبها، وديارها، وعاداتها، وتقاليدها عبر آلاف السنين، وساهمت بفعالية في تاريخ المنطقة وتطورها. إن الانتماء إلى قبيلة شمران هو فخر يورث من جيل إلى جيل، يعكس تاريخًا حافلاً بالشجاعة والكرم والأصالة.
