الشاطري وش يرجع

## الشاطري وش يرجع: جذور هاشمية عريقة في قلب حضرموت

من الأسئلة المتكررة في المجتمعات العربية، وبالأخص في الجزيرة العربية والخليج، هو السؤال عن أصل ونسب العائلات المعروفة. وعندما يذكر اسم “الشاطري”، يتبادر إلى الأذهان عراقة الاسم وشهرته، خصوصاً في الأوساط الدينية والعلمية. فإلى أي نسب تعود عائلة الشاطري الكريمة؟

—

### أصل عائلة الشاطري: جذور هاشمية عريقة

عائلة الشاطري هي إحدى العائلات الهاشمية العريقة التي يمتد نسبها الشريف إلى بيت النبوة، تحديداً إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. تعود أصول هذه العائلة بشكل أساسي إلى منطقة حضرموت في اليمن، التي اشتهرت بكونها مهداً للعديد من البيوتات العلمية والهاشمية التي انتشرت في أنحاء العالم الإسلامي.

#### الانتماء إلى السادة آل باعلوي

تندرج عائلة الشاطري الكريمة تحت لواء السادة آل باعلوي، وهم فرع عظيم من آل البيت النبوي الشريف، اشتهروا بالعلم والفضل والتقوى. يمتد نسب آل باعلوي إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ومن ثم إلى الإمام علي زين العابدين، فمحمد الباقر، ثم جعفر الصادق، فموسى الكاظم، ثم علي الرضا، وصولاً إلى أحمد المهاجر بن عيسى النقيب الذي هاجر من العراق إلى حضرموت في القرن الرابع الهجري، ومن نسله تفرعت بطون آل باعلوي الكرام.

كان للسادة آل باعلوي دور محوري في نشر الإسلام والعلم في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وبلاد الحجاز والخليج، وأسسوا مدارس ومساجد ومراكز علمية أثرت الحياة الثقافية والدينية في تلك المناطق.

#### النسبة إلى “الشاطر”

مصطلح “الشاطري” ليس اسماً قبلياً بالمعنى التقليدي للكلمة، بل هو لقب (نسبة) يعود إلى الجد الجامع لهذه الفروع، وهو الإمام محمد بن حسن بن علي، الذي لُقب بـ “الشاطر”. ويعني لفظ “الشاطر” في اللغة الفصاحة والذكاء والمهارة في العلم والعمل، وقد لُقب بهذا اللقب لجودة رأيه وشدة فهمه وقدرته على استيعاب العلوم الشرعية. ومن هذه الكنية (الشاطر) استمدت عائلة الشاطري اسمها، فأصبحوا يُعرفون بـ “الشاطري” نسبة إلى جدهم هذا.

—

### انتشار عائلة الشاطري وفروعها

لم تقتصر عائلة الشاطري على حضرموت وحدها، بل امتدت فروعها وتوزعت في العديد من البلدان والمناطق، حاملة معها إرثها العلمي والديني. يمكن العثور على فروع من الشاطري في:

* **دول الخليج العربي:** كالمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت.
* **جنوب شرق آسيا:** في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، حيث كان لهم دور كبير في نشر الإسلام.
* **شرق أفريقيا:** مثل تنزانيا وكينيا وجزر القمر، حيث استقر العديد من السادة الحضارم.
* **الشام ومصر:** وإن كانت بأعداد أقل مقارنة بالمناطق الأخرى.

#### أبرز الشخصيات المعاصرة

ولعل أبرز من يتبادر إلى الأذهان عند ذكر اسم الشاطري في عصرنا الحاضر هو **الشيخ أبو بكر الشاطري**، المقرئ المعروف وصاحب الصوت الشجي في تلاوة القرآن الكريم، والذي ساهم في إيصال اسم العائلة إلى ملايين المسلمين حول العالم من خلال تسجيلاته القرآنية. وهناك أيضاً العديد من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال الذين يحملون هذا الاسم الشريف.

—

### دلالة الانتماء وقيمته

إن الانتماء إلى عائلة الشاطري، كجزء من السادة آل باعلوي، يحمل في طياته دلالة على الأصالة والعراقة التاريخية. وهو لا يمثل مجرد نسب عائلي، بل يرمز إلى إرث من العلم والفضل والتقوى، ودور تاريخي في حفظ ونشر تعاليم الإسلام. هذا الانتماء يحظى بتقدير واحترام كبيرين في المجتمعات الإسلامية، تقديراً لصلة القربى بالرسول صلى الله عليه وسلم ولدور هذه العائلات في خدمة الدين والمجتمع عبر العصور.

—

### خلاصة

باختصار، عائلة الشاطري ترجع إلى السادة آل باعلوي من الأشراف الهاشميين، الذين يعود نسبهم إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. أصلهم من حضرموت باليمن، ولقبهم “الشاطري” نسبة إلى جدهم الإمام محمد بن حسن بن علي الملقب بـ “الشاطر”. وقد انتشرت فروع هذه العائلة في بقاع الأرض، تاركة بصمات واضحة في ميادين العلم والدعوة والعمل الصالح.